【مقابلات خبراء WikiEXPO العالمية】 من إدارة الأصول إلى الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي | Robert

مع اختتام معرض WikiEXPO دبي بنجاح، أتيحت لنا الفرصة لإجراء مقابلة مع Robert Hahm، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة Algorada. يُعد Robert Hahm من القيادات المخضرمة في القطاع المالي، وقد نجح في الانتقال من إدارة الأصول التقليدية إلى تأسيس منصة متقدمة في مجال التكنولوجيا المالية. وبفضل خبرته الممتدة لعقود في إدارة المحافظ الاستثمارية، يعمل من خلال Algorada على سد الفجوة بين المعرفة المالية المتخصصة وقدرات الذكاء الاصطناعي.

بدأت مسيرته المهنية في مجالي ديون الأسواق الناشئة وإدارة مخاطر السوق، ثم أمضى 13 عاماً في Mashreq Capital (DIFC) حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس إدارة الأصول، وقاد الشركة لتُدرج ضمن قائمة أفضل 30 مدير أصول في الشرق الأوسط بحسب Forbes Middle East. كما شارك لاحقاً في تأسيس شركة وساطة ناشئة، ما أتاح له بناء مجموعة واسعة ومتنوعة من الخبرات العملية.

ومنذ حصوله على شهادة CFA عام 2009 ونيله درجة الماجستير في الاقتصاد، يكرّس اليوم خبرته المتراكمة لقيادة جهود Algorada في أتمتة الأبحاث وتمكين التحليلات القائمة على البيانات، وهي قدرات لم تكن ممكنة في السابق.

الجزء الأول: الذكاء الاصطناعي، إدارة المحافظ، وتطور الاستراتيجيات الاستثمارية

س1: تمتد مسيرتك المهنية من إدارة الأصول التقليدية إلى التكنولوجيا المالية المتقدمة. ما الذي ألهمك لتأسيس Algorada؟ وكيف تعيد هذه المنصة تعريف إدارة المحافظ في عصر الذكاء الاصطناعي؟

ج: لطالما كانت مسيرتي المهنية عند تقاطع الانضباط المالي الصارم والتكنولوجيا الناشئة. وبعد إدارتي لأحد أبرز أعمال إدارة الأصول في المنطقة، لاحظت بشكل مباشر أن المحللين ومديري المحافظ ما زالوا يقضون وقتاً طويلاً في جمع البيانات وتنظيفها وتنظيمها، بدلاً من التركيز على التفكير واتخاذ القرار وتحقيق العائد الإضافي (Alpha).

من هنا جاءت فكرة Algorada. صُممت المنصة لأتمتة أكثر مراحل البحث الاستثماري بطئاً وتعقيداً، بما يشمل استيعاب الوثائق، وتحليل مجموعات البيانات المعقدة، ومقارنة المصادر المختلفة، وتحويل كل ذلك إلى رؤى منظمة وقابلة للاستخدام.

Algorada لا تهدف إلى استبدال الحكم البشري، بل إلى بناء إطار عمل يتمحور حوله. فهي تُمكّن مديري المحافظ من التركيز على التفسير، وبناء القناعات، وتحمل المخاطر، بينما تتولى الأتمتة الطبقات التكرارية في الخلفية.

وبهذا المعنى، لا تُعد Algorada مجرد أداة بحثية، بل نظام تشغيل جديد لإدارة المحافظ، يستخدم الذكاء الاصطناعي لاختصار ساعات من العمل إلى ثوانٍ، والارتقاء بجودة واتساق القرارات الاستثمارية.

س2: بعد قيادتك لإحدى شركات إدارة الأصول المدرجة ضمن أفضل 30 مدير أصول في Forbes Middle East، ما العوامل التي تميّز اليوم مديري الأصول الناجحين في الأسواق الناشئة؟

ج: هناك ثلاثة عوامل رئيسية باتت تميز المؤسسات الرائدة في الأسواق الناشئة.

أولاً، سرعة معالجة المعلومات وتفسيرها، إذ تتحرك الأسواق بسرعة وتكون البيئة المعلوماتية غالباً مجزأة، ما يجعل الجمع بين الفهم العميق للاقتصاد الكلي والتكنولوجيا المتقدمة لمعالجة البيانات عاملاً حاسماً.

ثانياً، الانضباط المؤسسي وقابلية التكرار، حيث تكافئ الأسواق الناشئة الأطر الصارمة في إدارة المخاطر والسيولة والائتمان، وتميل المؤسسات المتفوقة إلى ترسيخ آليات اتخاذ القرار لضمان الاتساق حتى في فترات التقلب.

ثالثاً، الدمج بين الذكاء المحلي والسياق العالمي، إذ يتحقق النجاح من خلال مواءمة الرؤى المحلية السياسية والتنظيمية والمؤسسية مع ديناميكيات تدفقات رأس المال العالمية، ويؤدي المديرون الأكثر كفاءة دور حلقة الوصل بين هذين البعدين.

س3: كيف ترى تطور التوازن بين الخبرة البشرية وأتمتة الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرار المالي خلال العقد المقبل؟

ج: نحن نتجه نحو نموذج هجين يتولى فيه الذكاء الاصطناعي إدارة سير العمل، بينما يحتفظ البشر بدور الحكم النهائي.

سيقوم الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد بأتمتة تحليل الوثائق واستخلاص البيانات، ومقارنة المصادر، ونمذجة السيناريوهات وتحليل الحساسية، وتتبع المشاعر والاتجاهات الموضوعية، وإعداد المسودات الأولية للأبحاث.

وفي المقابل، ستظل الخبرة البشرية لا غنى عنها لفهم السياق، والتفكير الاستشرافي، وتحمل المخاطر، وتفسير الفوارق الدقيقة والحوافز، واتخاذ القرار الاستثماري النهائي.

وخلال العقد القادم، ستصبح فرق الاستثمار أصغر حجماً لكنها أعلى كفاءة، مع تمكين كل فرد بطبقة ذكية من البحث تُسرّع عملية التفكير واتخاذ القرار.

الجزء الثاني: التكنولوجيا، الشفافية، ودور WikiEXPO

س1: تجمع WikiEXPO خبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة الابتكار والشفافية. ما الدور الذي ينبغي أن تلعبه مثل هذه الفعاليات في ربط التكنولوجيا بالتمويل؟

ج: تلعب فعاليات مثل WikiEXPO دوراً محورياً في تشكيل كيفية تبني التكنولوجيا فعلياً داخل الأسواق المالية، إذ توفر منصة محايدة تجمع الجهات التنظيمية والمبتكرين والمستثمرين والممارسين لمناقشة الفرص والتحديات بصراحة وعمق.

ولا تكمن القيمة فقط في عرض الأدوات الجديدة، بل في بناء لغة مشتركة بين التقنيين والمهنيين الماليين، وعندما يكون هذا الحوار منظماً بشكل جيد، فإنه يسرّع الابتكار مع الحفاظ على الأطر اللازمة للثقة وحماية المستثمرين.

س2: بصفتك قائداً مخضرماً في القطاع، كيف تقيّم جهود WikiFX في تعزيز الشفافية وحماية المستثمرين في أسواق الفوركس العالمية؟

ج: تعتمد أسواق الفوركس على السيولة، لكن السيولة لا يمكن أن تزدهر دون الثقة. وتسهم جهود WikiFX في جعل معلومات الوسطاء أكثر شفافية وتوحيداً وسهولة في الوصول، في تقليص فجوة عدم تماثل المعلومات، لا سيما بالنسبة للمستثمرين الأفراد.

ورغم أن أي منصة لا يمكن أن تحل محل الدور التنظيمي، فإن المبادرات التي تفتح البيانات وتبرز المخاطر بشكل واضح تُسهم بشكل فعّال في بناء منظومة سوق أكثر صحة. فالشفافية ليست مجرد ميزة، بل هي أساس نزاهة السوق، وهذه الجهود تعزز هذا الأساس.

س3: ما النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال الشباب الذين يدخلون اليوم مجال الاستثمار القائم على الذكاء الاصطناعي؟

ج: أود أن أشارك ثلاث نصائح أساسية.

أولاً، التركيز على المشكلات الحقيقية لا النظرية، من خلال التواصل المباشر مع المحللين والمتداولين ومديري المخاطر، إذ لا تزال أكبر الفرص كامنة في الأجزاء الروتينية من سير العمل التي لم تُحل بشكل جيد بعد.

ثانياً، بناء المنتجات مع مراعاة قابلية التفسير والامتثال منذ اليوم الأول، فالثقة في القطاع المالي تمثل العملة الأساسية، وستتفوق الأنظمة القادرة على شرح منطقها دائماً على الحلول ذات الصندوق الأسود.

ثالثاً، عدم السعي لاستبدال المستثمرين بل تعزيز قدراتهم، فأنجح منتجات التكنولوجيا المالية هي تلك التي توسّع الإمكانات البشرية بدلاً من منافستها.

وإذا تم التركيز على تطوير أدوات توفر الوضوح والسرعة والثقة، فسيكون لذلك القدرة على إحداث تحول حقيقي في هذه الصناعة.

نبذة عن مقابلات خبراء WikiEXPO العالمية

بصفتها الجهة المنظمة لمعرض WikiEXPO، تلتزم WikiGlobal بتعزيز الحوار والتعاون الدولي من خلال المعارض والفعاليات الميدانية. ومن خلال التواصل مع خبراء عالميين في مجالات التنظيم المالي والتكنولوجيا والحوكمة، تسعى WikiGlobal إلى تعميق تكامل التكنولوجيا المالية والتكنولوجيا التنظيمية، وتحسين كفاءة ودقة الإشراف، وتعزيز الانضباط الذاتي داخل القطاع. وتهدف هذه الجهود إلى تشجيع المؤسسات المالية على تبني أفضل الممارسات، وبناء منظومة أكثر شفافية ومرونة، وتوفير بيئة تداول أكثر أماناً للمستثمرين حول العالم.